كيف تعرف ما إن كنت بحاجة إلى طبيب نفسي؟
متى يجب زيارة الطبيب النفسي ؟ وكيف تكون الزيارة الأولى؟
تشارك همومنا ومشاكلنا مع الآخرين في الكثير من الأوقات، لكن في بعض الأوقات لا تؤتي تلك المشاركة بالنتائج المرجوة أو إيجاد تفسير لما نمر به من مشاعر وأفكار.
وهنا، نبدأ في البحث عن خبير أو مختص بإمكانه منحنا تفسير أو فهم لما نمر به وكيفية تخطّيه. في هذه المرحلة، يبدأ أغلبنا في طرح والبحث عن أجوبة لأكثر سؤالين شيوعًا: متى يجب زيارة الطبيب النفسي؟ وكيف سيكون شكل الزيارة الأولى؟
يجب في البداية أن نفهم الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي
يقوم الطبيب النفسي بعلاج الأمراض النفسية والحالات الاجتماعية التي تشكل ضغطا على حياة الشخص. فعمله يتضمن مجموعة واسعة من الأمراض والحالات التي تتراوح ما بين الاكتئاب والمشاكل الزوجية.
يمتلك كلًا من الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين قدر كبير من العلم والخبرة لمساعدتك على تخطي المشاكل التي تمر بها وكثيرًا ما يعمل الإثنين معًا.
الطبيب النفسي:
- درس الطب البشري قبل التخصص في الطب النفسي.
- يمكنه وصف الأدوية، يوجد بعض الأمراض النفسية التي ينجح العلاج في علاجها بفعالية ولا تتطلب دائمًا علاجات إضافية.
- يقوم بتشخيص الأمراض النفسية سريريًا اعتمادًا على الدليل الشخصي الإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس (DSM-5) بالإضافة إلى الاختبارات النفسية والاشعة المقطعية والتحاليل.
المعالج النفسي:
- يمتلك شهادة في علم النفس
- لا يمكنه وصف الأدوية
- يمكنه التشخيص فقط بالاستعانة باختبار (MMPI) إذا كان حاصلًأ على التدريب المطلوب.
- متخصص في العلاج بالكلام CBT و DBT وغيرها.
تكون مدة الجلسة أطول عادة من جلسات الطبيب النفسي.
يعمل كل من الطبيب النفسي والمعالج النفسي معًا وليس هناك واحدًا أفضل من الآخر. وكثيرًا ما يرسل الطبيب النفسي المريض لمعالج نفسي ليحصل على جلسات العلاج بالكلام DBT على فترات متقاربة أكثر. والمعالج النفسي، من ناحية أخرى، كثيرًا ما يرسل المريض إلى طبيب نفسي في حالة رؤيته ضرورة في تعديل أدوية المريض
شاهد هنا:
https://www.youtube.com/shorts/i2gL0vLI2V8
فإن كنت قلقا من أن شيئا ما قد لا يكون على ما يرام بك (أو بشخص قريب منك)، فكيف يمكنك أن تعرف إن كنت تبالغ في الشك أم ﻻ؟ في بعض الأحيان، يكون من الصعب التيقن من ذلك من دون إجراء تقييم من قبل طبيب نفسي. ومع ذلك، فإن هناك بعض علامات المنبهة والمؤشرات القوية على أن العلاج النفسي هو أمر ضروري لك.
وفيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى الحاجة للحصول على مساعدة الطبيب النفسي:
- إيجاد صعوبة بالتعامل مع الأمور الحياتية العامة أو فقدان القدرة على القيام بالوظائف اليومية.
- الشعور بالإكتئاب لفترات طويلة.
- تأثر عملك أو دراستك بشكل سلبي نتيجة لحالتك النفسية.
- التقلبات المزاجية السريعة أو الواضحة.
- الشعور بالحزن واليأس في معظم الأوقات دون سبب واضح لفترة طويلة
- القلق المفرط أو المتواصل.
- عدم القدرة على نسيان الأحداث الصادمة التي جرت في السابق.
- امتلاك أفكار تحث على إيذاء نفسك أو الآخرين والتفكير الجدي بالانتحار.
- الرغبة في الانعزال والبقاء منفردًا معظم الأوقات.
- الشعور بالاضطهاد أو النبذ.
- الإدمان واستخدام الأدوية بشكل خاطئ للتقليل من الآلام النفسية.
- حدوث نوبات متكررة من الغضب والعنف وسرعة التهيج.
- وجود مخاوف غير منطقية تقوم بالاستيلاء على الحياة.
- وجود مشاكل في تناول الطعام.
- تأثر علاقتك بالمحيطين بك سلبًا.
- وجود اضطرابات النوم سواء كانت بكثرة النوم أو عدمه.
- ادمان المخدرات أو أي نوع آخر من الإدمان مثل إدمان الجنس أو ألعاب الفيديو أو الكحوليات، أو إدمان أحد الأدوية.
- حدوث صدمة فجائية.
إن كنت تعاني من أي مما ذكر أعلاه، فقم بزيارة الطبيب النفسي. فهو سيقوم بتقييم حالتك عبر طرح الأسئلة عليك حول ما تعاني منه من أعراض. بعد ذلك، فهو يقوم بتقييم الحالة بناء على مدى تأثيرها على حياتك. من ذلك تأثيرها على أهدافك وعملك وجودة حياتك. وفي ذلك الوقت، يأخذ الطبيب النفسي خلفية كاملة عن وضعك الطبي والنفسي ويقوم بوصف العلاجات المناسبة، والتي قد تتضمن العلاج الدوائي. فالطبيب النفسي يعد الاختصاصي الوحيد في مجال الصحة النفسية القادر على وصف الأدوية.
لو اتخذت هذا القرار الشجّاع والذي يخدم صحّتك، فكيف تكون الزيارة الأولى؟
قد تشعر ببعض القلق في بادئ الأمر، لا عليك فالأمر أبسط مما تتوقع، أنت في مأمن مع طبيبك الذي سوف يساعدك خطوة بخطوة. أهم شيء ننصح به هو تدوين النقاط التي ترغب في التحدث عنها حتى تتمكن من الاستعانة بها في حال غلبك التوتر.
نوضح لك أدناه الأسئلة التي قد يسألها الطبيب النفسي غالبًا في الزيارة الأولى للمريض:
- لماذا ترغب في العلاج النفسي الآن؟
- ما الذي تتوقع الحصول عليه من العلاج النفسي؟
- هل سبق لك العلاج النفسي من قبل؟ وكيف كانت التجربة؟
- هل لديك أفكار انتحارية الآن؟ أو هل كان لديك خلال الشهر الماضي؟
- هل لديك أشخاص داعمين في حياتك؟ ومن هم؟
- كيف هي علاقتك بعائلتك؟
- كيف تتعامل مع الضغط؟
- كيف هي حالتك المزاجية بشكل عام؟
- ما هي نقاط قوتك؟
- ما الأهداف التي ترغب في تحقيقها من خلال جلساتنا؟
- ما هي المشكلة من وجهة نظرك؟
- كيف تشعر تجاه هذه المشكلة؟
- أسئلة عامة عن حياتك طفولتك.
يجب أن تدرك أن أسئلة الطبيب النفسي للمريض هدفها فهم الوضع والمشكلة لتحديد الخطوات التالية ووضع الخطة العلاجية المناسبة وليس هدفها اجتياح خصوصيتك.
أما عنك، فما هي ما الأسئلة التي عليك طرحها على الطبيب/المعالج النفسي؟
قبل زيارة الطبيب النفساني يجب عليك تحضير مجموعة من الأسئلة التي ترغب في الحصول على إجابتها وننصحك بتدوينها على ورقة أو على هاتفك حتى لا تنسى منها شيئًا. هناك أسئلة مهمة لابدّ من معرفة إجابتها لتتمكن من اتخاذ قرار بدء رحلة التعافي مع هذا الطبيب النفسي أو البحث عن طبيب آخر.
أهم الأسئلة لطرحها على الطبيب النفسي:
- ما هي مدة الجلسة العلاجية؟ وما عدد الجلسات ووتيرتها ؟
- كم من الوقت سيستمر العلاج النفسي؟
- كيف تضع أهداف علاجية؟ وما هو مؤشر النجاح بالنسبة لك؟
- ما نوع الواجب/ القراءة التي تمنحها للعملاء؟
- كيف يجب علينا التحضير لجلستنا؟
- ما نوع العلاج النفسي الذي ترشحه لي؟ هل هو مناسب لعلاج مشكلتي؟
- هل ستفرض على الأدوية النفسية؟
- هل هناك جلسات عبر الإنترنت؟
- هل الطبيب متاح في حالة الطوارئ خارج مواعيد العيادة الرسمية؟ هل هناك وسيلة للتواصل؟
تذكر أن الجلسة الأولى تكون عادة للتعرف عليك والمشاكل التي تواجهها من خلال أسئلة الطبيب النفسي. يرغب الطبيب أو المعالج في معرفة ما ترغب في تحقيقه من خلال هذه الجلسات للبدء في خطة علاجية تكون واضحة للطرفين. لا تخجل أبدًا من طرح أية تساؤلات لديك. المركز مكان آمن تمنحك امتياز السرية بين الطبيب والمريض.
دور الطبيب النفسي
يجب أن تدرك أن دور الطبيب النفسي هو تشخيص الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة وإرشادك خلالها وهو وحده لن يؤدي إلى التعافي. عليك بذل الجهد والقيام بدورك والواجبات أو المهام التي يمنحك إياها الطبيب لاكتساب المهارات ونجاح العلاج النفسي. فالعلاج النفسي هو رحلة علاجية يتعاون خلالها المريض والطبيب / المعالج معًا لتحقيق أفضل النتائج.